باحثون يدافعون عن حوار «العوّا»: الهجوم سببه تأييده السيسي ورفضه للنظام السوري

  أشاد باحثون متخصصون بالحوار الأخير للدكتور محمد سليم العوّا، مؤكدين أنه اتسم بـ«العقلانية والموضوعية»، وأن الهجوم الذي تعرض له جاء بسبب مواقفه السياسية الواضحة، خصوصًا دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسي وانتقاده للنظام السوري.

وقال عماد عبد الحافظ، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة، إن العوّا قدّم في الحوار رؤية فكرية «متزنة وعميقة»، مؤكداً أنه فكّك العديد من الأطروحات التي يروج لها بعض الإسلاميين حول الدولة وتطبيق الشريعة، وتصحيح وصف «الدول القطرية» بأنها غير إسلامية. وأوضح أن رفض العوّا لمنطلقات النظام السوري الفكرية والسياسية أثار غضب بعض التيارات، رغم أنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة الحوار وعدم إقصاء الإسلاميين.

وأضاف عبد الحافظ أن «الرؤية التي قدمها العوّا موضوعية وتستحق الاهتمام»، لافتًا إلى أن الاعتراضات التي ظهرت على مواقع التواصل تحركها دوافع أيديولوجية أكثر من كونها نقدًا موضوعيًا.

من جانبه، قال الباحث السياسي أحمد رمضان خليفة إن «المواقع الصفراء الممولة من الخارج» تجاهلت مضمون الحوار وتناولاته الفكرية، وركّزت فقط على إشادة العوّا بموقف الرئيس السيسي في رفض تهجير السكان، مضيفًا أن بعض المنتمين للتيار الديني «انبروا في سبّ الرجل دون مشاهدة الحوار كاملًا».

وأكد خليفة أن «عقلية كثير من أنصار هذا التيار سطحية ولا تتقبل الاجتهاد أو التنوع الفكري»، مشيرًا إلى أن هذه الثنائية الحادة بين «الأبيض والأسود» تشكل عائقًا أمام اندماجهم الطبيعي في المجتمع.

واتفق الباحثان على أن الحوار يمثل مادة فكرية مهمة، وأن ردود الفعل العنيفة تجاهه تعكس أزمة داخل التيارات الإسلامية في التعامل مع الاختلاف.